
HTML clipboard
طالع الثريا، المنزلة الثالثة من الثريا، والثانية من اربعانية القيظ، وأول منازل فصل الصيف، وطالعه في السابع من شهر يونيو، مدَّته ثلاثة عشر يومًا، يأتي بعد البطين ويأتي بعده طالع الدبران، تعرف عند عامة أهل الحرث باسم (النجم) ، و(البارح الأول)
صفات طالع الثريا:
هي في شكل مثلث متساوي الساقين، وبين نجومها نجوم صغار جداً كالرشاش، ومطلعها إلى الشمال عن مطلع الشرطين والبطين.
وأول ما يطلع منها ويغيب هو الجانب العريض دون الأفخاذ منها، وهي عند أصحاب الصور بالقرب من محل ذنب الثور المقطوع.
سمات طالع الثريا:
– تشرق وتغرب الشمس في اقصى نقطة لها شمالا.
– يشتد فيها الحر والسموم.
– يندر فيها نزول الأمطار، ويجف العشب.
– تغور المياه في باطن الأرض.
– يرتج البحر.
– ييبس فيها العشب.
– يكثر فيها هبوب الرياح، والعواصف.
– يستمر فيه موسم (البوارح)، وهي الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار، والأتربة والتي تمتاز بأنها رياح مستمرة، غير مستقرة، لذلك فان فرص تقلب الجو، وهبوب الرياح المثيرة للغبار لا زال حدوثها متوافر، ويمتد موسم هبوب البوارح من أواخر شهر أبريل، حتى منتصف شهريوليو.
– يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى (بين 25 و28 درجة مئوية)، ودرجة الحرارة الكبرى (43 و50 درجة مئوية).
– يبلغ طول النهار في أولها (13 ساعة و 44 دقيقة)، يبلغ طول الليل في أوله (10 ساعات و 16 دقيقة)، يستمر النهار بأخذ درجة واحدة (4 دقائق تقريباَ) من الليل، حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة الثريا (13 ساعة و 49 دقيقة).
– ابتداء من اليوم السادس من منزلة الثريا 12 يونيو حتى اليوم العاشر من منزلة الثريا 16 يونيو يكون وقت أذان صلاة الفجر قد بلغ أبكر مدى له في التقدم طوال العام.
– خلال الفترة من اليوم التاسع من منزلة البطين 2 يوينو حتى اليوم الثاني عشر من منزلة الثريا 18 يونيو يكون وقت شروق الشمس قد بلغ أبكر مدى له في التقدم طوال العام.
– تختفي فيها الحشرات الربيعية.
– يبدأ فيها تلون البلح في طلع بواكير النخل.
– اشتهر أوانها بسرعة برء الجروح، لجفاف الجو.
– فيها بداية نضج فيها الثمار.
– ترتفع فيها عاهات الثمر.
– في “الإمارات” يزهر طيفٌ من النباتات في منزلة “الثريا” منها: “شوك الضَّب”، “الدِّفْلى”، “الفريفرو” ، “الصُّفير “، “الخناصر”، “الخَرَزْ”، “الشليلة”، “الحُبَاب”، “الخُزام”، “العِشْرِج”، “العوسج”، “الجِعيدة”، وغيرها من النباتات.
معلومة:
اسم ‘النجم’ مقصور عليها، وبه فـُسِّر قوله تعالى: [والنجم إذا هوى] (النجم، 1).
اعتقد الأولون أن ‘الثُّريَّا’ ستَّة أنجم صغار، لكن الناظر يظنُّها سبعة أنجم، وهناك من ذهب إلى أنها سُمِّيت بـ ‘الثُّريَّا’ لكثرة كواكبها (نجومها) لأنَّ العرب كانت تُسمِّي النجوم بالكواكب.
أمَّا في العلوم الحديثة، فتبدو ‘الثُّريَّا’ Pleiades حشدًا نجميًّا مفتوحًا في كوكبة ‘الثور’، وهو أحد ألمع ‘العناقيد النجمية’ المفتوحة وأشهرها.
والثريا (النجم) أشهر العناقيد النجمية، معروفة منذ أقدم الأزمنة، تتألف من ستة نجوم ظاهرة، من القدرين الثالث، والرابع، والعين القوية ترى منها سبعة نجوم، ومن خلال المنظار الفلكي يرتفع العدد إلى أربعة عشر نجما.
والثريا معروفة عند العرب من أيام الجاهلية، وترد في أشعارهم من غير تكلف، وقد استعملوها كمقياس لقوة الأبصار.
كما قال الشاعر المبرد في ذلك :
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ….. يراها الحديد العين سبعة أنجم
على كبد الجرباء وهي كأنها ….. جبيرة در ركبت فوق معصم
يتكوَّن العنقود ممَّا يربو على 3000 نجم فتيٍّ أزرق تنتشر على مساحة تبلغ 100 سنة ضوئيَّة. تكوَّنت هذه النجوم قبل 100 مليون سنة. وهي على بعد نحو 400 سنة ضوئيَّة عن الأرض، وتـُعدُّ من النجوم الفتيَّة التي لم تهرم بعد إذا ما قورنت بأرضنا التي يُقدَّر عمرُها بـ 4.5 مليار سنة.
تقول فيه العرب:
(إذا طلع النجم، فالحر في حَدْمٍ، والعشب في حَطْمٍ، والعانات في كَدْمٍ، واتُقيَ اللَّحمُ، وخِيفَ السُّقْمُ، وجرى السَّراب على الأكمِ).
الحدم : احتدام الحر واشتداده.
العاهات في كدم: ارتفعت عاهات الثمار.
روي عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه نهَى عن بيعِ الثمارِ حتى تذهبَ العاهةُ قال ابنُ سُراقَةَ : فسألتُ ابنَ عُمرَ : ماذا ؟ قال : طلوعُ الثُّرَيَّا
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 3/326 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
لذلك لا يُقبل بالحجاز قول من ادَّعى عاهة في ثمرة اشتراها بعد طلوع ‘الثُّريَّا’.
ومن أحسن ما قيل في وصف الثُّريَّا، قول امرئ القيس:
إذا ما الثُّريَّا في السَّماء تعرَّضت تَعَرُّضَ أثناءِ الوِشاحِ المفصَّلِ
أراد وقت مغيب الثُّريَّا، وعند ذلك تتعرَّض. فإذا غربت تعرَّضت، أي تحرَّفت كأنها جانحة كتَحَرُّفِ ثني الوِّشاح إذا ألقي. والوشاح: شبه قلادة من نسيج عريض يرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحها، وقد جُمِعَ طرفاه فأسفله أوسع من أعلاه. وكذلك الثُّريَّا.
وقال ابن أبي صبح المزني:
سَقَى الله مِن نَوء الثُّريَّا ظَعَائِنًا تَيَمَّمْنَ نَجدا واختَصَرْنَ المُرَخَّصا
ظَعَائنَ مِمَّن سَارَ فاحتَلَّ رَابِغًا وَوَدَّانَ أيَّامَ الجلاَءِ فَالأخمَصَا
أَقَمنَ بِهِ حَتَّى أتَى الصَّيفُ قادِمًا وَقَضَّوا لُبَانَاتِ الرَّبِيعَ فَأَشخَصَا
وقال ابن حيّوس من قصيدة طويلة:
يا ديمَتَيْ نَوءِ الثُّريَّا دوما لِتُرَوِّيا بِالأَبرَقَينِ رُسوما
حُطّا رِحالَ المُزنِ فَوقَ مَعالِمٍ جَعَلَ الهَوى مَجهولَها مَعلوما
وَمَعاهِدٍ عَهدي بِها مَأهولَةً بِصَريمِ إِنسٍ لَم يَكُن مَصروما
وقال ذو الرُّمة من قصيدة طويلة:
أَمَنزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عَلَيكما عَلى النَأيِ وَالنَّائي يَوَدُّ وَيَنصَحُ
وَلا زالَ مِن نَوءِ السِماكِ عَلَيكُما وَنَوءِ الثُّريَّا وَابِلٌ مُتَبَطِّحُ
وإن كُنتُما قَد هِجتُما راجِعَ الهَوى لِذي الشَوقِ حَتّى ظَلَّتِ العَينُ تَسفَحُ
ولابن المعتز صور فنية جميلة وردت في قصائد مختلفة، نقتطف منها الأبيات الآتية:
-كأنَّ الثُّريا هودجٌ فوقَ ناقة يحثُّ بها حاد إلى الغرب مزعج
-والثُّريا كأنَّها رأسُ طِرف أدهم زين باللِّجام المحلَّى
-كأنَّ الثُّريا في أواخر ليلها تفتُّح نورٍ أو لجام مفضَّضُ
-زارني والدُّجى أحمُّ الحواشي والثُّريا في الغرب كالعنقودِ
-يتلو الثُّريا كفاغرٍ شرهٍ يفتح فاه لأكلِ عنقود
-وكأنَّ الهلال نصف سوارٍ والثُّريا كفٌّ تشير إليهِ
-كرام لهم نهر المجرة منهل غذا عز ماء والثريا لهم قعبُ
-والثريا كأنها كفُّ قسطا ـرٍ عليها دراهم وقت نقدِ
(والقسطار: منتقد الدراهم)
HTML clipboard
المصادر:
- درة الدرور
- خواص النجوم والأبراج في تغيرات المناخ على مدار السنة – بحث وإعداد: نزيه بن هلال الحيزان
- برنامج ستلاريوم
- موقع سالم الجلاوي
- شرح أرجوزة الكواكب لابن الصوفي – شرح وتحقيق خالد بن عبدالله العجاجي
- موقع القرية الإلكترونية
- موقع المسالك
- كتاب الأنواء في مواسم العرب – أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة
- كتاب الأنواء ومنازل القمر – سالم بن بشير
More Stories
طالع الإكليل 7 ديسمبر
طالع الزبرة 20 سبتمبر – 13 يوماً
طالع الجبهة 6 سبتمبر – 14 يوماً