
طالع الذراع أو المرزم، خامس منازل فصل الصيف، وطالعه في التاسع والعشرون من شهر يوليو، مدَّته ثلاثة عشر يومًا، يأتي بعد طالع الهنعة ويأتي بعده طالع النثرة، تعرف عند عامة أهل الحرث باسم (المرزم) و (طباخ اللون).
صفات طالع الذراع (المرزم):
منزلة الذراع تسمى (رأس التوأم)، هي نجمان، أحدها شمالي، والآخر جنوبي، بينهما مقدار سوط، فالجنوبي منهما هو نجم (رأس التوأم) أو (مؤخر التوأم) وهو نجم أصفر اللون، من القدر الأول، والشمالي منهما نجم مقدم التوأم أو (رأس أفلون) وهو نجم أبيض اللون من القدر الثاني يبدو في المناظير الفلكية ستة نجوم تدور حول بعضها البعض، في نظام خاص، ويكون نجم رأس التوأم المقدم، ونجم رأس التوأم المؤخر مع مجموعة النجوم القريبة منها ما يسمى برج التوأم (الجوزاء) .
سمات طالع الذراع (المرزم):
– يستمر فيها اشتداد الحر.
– تنشط فيها رياح السموم اللاهبة.
– ترتفع فيها درجة الرطوبة.
– تسود فيها الرياح الشمالية الشرقية.
– نوءها محمود؛ قلما يخلف مطرها في البلدان الممطرة صيفا.
– ينزل فيها (بإذن الله تعالى) مطر خفيف ، مع سماع صوت الرعد أحيانا.
– تتشكل فيها الغيوم.
– يتشبع الهواء فيها بالرطوبة.
– تهب فيها (أحيانا) العواصف الترابية.
– ظل الزوال فيها قدم واحدة (30 سنتيمتر).
– يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى (28 درجة مئوية)، ويبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى (45 درجة مئوية).
– يبلغ طول النهار في أولها (13 ساعة و 25 دقيقة)، ويبلغ طول الليل في أولها (10 ساعات و 35 دقيقة).
– يستمر الليل بأخذ أربع درجات من النهار (16 دقيقة) حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة الذراع (10 ساعات و 51 دقيقة).
– تتوسط فيها المجرة في السماء.
– ينضج فيها الرمان.
– يكثر في آخرها الرطب.
– يكثر فيها تواجد الفواكه الصيفية.
– يكثر فيها تواجد الأفاعي.
– تبدأ في آخرها طيور الخواضير بالهجرة.
– في “الإمارات” يزهر طيفٌ من النباتات منها: “شوك الضَّب”، “الحَبْن”، “الأشخَر”، “المرخ”، “الصفير”، “الخرز”، “الحنظل”، “العشرج”، “اللثب”، “العوسج”، و”الطقيق” ذو النيكوتين السَّام، وغيرها من النباتات.
معلومة:
الذِّراع عند العرب هي ذراع الأسد المقبوضة، وللأسد ذراعان مقبوضة ومبسوطة، المقبوضة منهما هي اليسرى، وهي الجنوبية، وبها ينزلُ القمرُ وسُميت مقبوضة لتقدم الأخرى عليها، والمبسوطة منهما هي اليمنى وهي الشمالية. وأحد كوكبي الذِّراع المقبوضة هي الشِّعرى الغُمَيْصاء، وهي تقابل الشِّعرى العبور، والمجرَّة بينهما. ويقال للكوكب الأحمر شمالي “الغُمَيْصاء”، “المِرْزَم”، أو “مِرْزَم الذِّراع” لأنَّ هناك مرزمان هذا أحدهما، والآخر مرزم الجوزاء (الهقعة عند العرب).
قال المُثَقَّبُ العبدي:
أولهما مِرْزَم وَأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بِغُبرَةٍ وَقَطرٍ قَلِيلِ الماءِ بِاللَيلِ بارِدِ
وقال ابن هرمة:
وكأن مرزمها على آثارها فحل على آثار شول هادر
تقول فيه العرب:
(إذا ظلعت الذراعْ، حسرت الشمسُ القِناعْ، وأشعلت في الأفق الشعاعْ، وترقرق السرابُ بكل قاعْ).
وقالوا أيضا:
(إذا طلعت الشعري، نشف الثرى، وأجن الصَّرى، وجعل صاحب النخل يرى)
يحتمل أن يكونوا أرادوا العبور. ويحتمل إن يريدوا الغميصاء (أجن الصرى) يريدون تغير الماء المجتمع في الغدران والمناقع لشدّة الحرّ وانقطاع المرار عنه. وتبيّن لصاحب النخل تمر نخلة، لأنه حينئذ يكبر
وقال الراعي:
بأسحَمَ من هيج الذراعين أتأمتْ مسايله حتى بلغن المناجيا
قال أبو وَجْزَة السَّعْدِي:
زَئيرُ أَبي شِبْلَيْنِ في الْغِيلِ أَثْجَمَتْ عليهِ نَجاءُ الشِّعرَيَيْنِ و أَلْحَمَا
“أثجمت”، دامت. و”ألحم”، أقام. و”النَّجاء”، السَّحاب.
وقال:
حنت بها الجوزاء في عدَّانها والشِّعْرَيانِ بها وحَنَّ المِرْزَمُ
“عدَّانها”، وقتها. وذكر “المِرْزَم” مع “الشِّعرى”، وهما كوكبا “الذِّراع”.
وربما فعلوا مثل هذا في “الذِّراعين”، فنسبوا النوء إليهما لاتفاق الاسمين وتقارب المعنيين، وإنما النوء للمقبوضة منهما.
وقال ذو الرُّمَّة:
وأَرْدَفَتِ الذِّراعُ لها بنوءٍ سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انْسِجَالا
وقال أيضًا:
جَدًا قضَّةَ الآسادِ وارتجست له بنوء الذِّراعينِ الغيوثُ الرَّوائحُ
وقال بشر بن أبي خازم:
جادت له الَّدلوُ والشِّعرى ونوءهما بكل أسْحمَ داني الودقِ مؤتجفُ
وقال الرَّاعي:
بأسحَمَ من هيج الذِّراعين أَتْأَمَتْ مسايلُهُ حَتَّى بلغنَ المناجِيَا
المصادر:
- درة الدرور
- خواص النجوم والأبراج في تغيرات المناخ على مدار السنة – بحث وإعداد: نزيه بن هلال الحيزان
- برنامج ستلاريوم
- شرح أرجوزة الكواكب لابن الصوفي – شرح وتحقيق خالد بن عبدالله العجاجي
- موقع القرية الإلكترونية
- موقع المسالك
- كتاب الأنواء في مواسم العرب – أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة
- كتاب الأنواء ومنازل القمر – سالم بن بشير
More Stories
طالع الإكليل 7 ديسمبر
طالع الزبرة 20 سبتمبر – 13 يوماً
طالع الجبهة 6 سبتمبر – 14 يوماً