
طالع النثرة، سادس منازل فصل الصيف، وهو الكليبين (من “الكَلَب” أي العطش)، طالعه في الحادي عشر من شهر أغسطس، مدَّته ثلاثة عشر يومًا، يأتي بعد الذراع ويأتي بعده طالع الطرفة، تعرف عند عامة أهل الحرث باسم (الكليبين).
صفات طالع النثرة:
هي ثلاثة نجوم متقاربة، أحدها كأنه لطخة (قطعة سحاب)، يجعلها أصحاب الصور على صدر السرطان، وسميت نثرة لأنه يقع إلى جانب (اللطخة) نجمين صغيرين، هما عند العرب على منخري الأسد، وتسميهما (الحمارين) .
قيل: إنها لما كانت أمام جبهة الأسد شبهت بشيء نثره من أنفه.، ويقال: إنها فم الأسد، ومنخراه.
سمات طالع النثرة:
– يزداد فيها هبوب الرياح المشوبة بالسموم، التي غالباً ما تهب من الجهة الشمالية الشرقية.
– يهدأ فيها هبوب العواصف الترابية.
– تكثر فيها السحب غير الممطرة، الكاتمة للجو، والرافعة لدرجات الحرارة.
– فيها أعلى معدلات درجات الحرارة الصيفية (جمرة القيظ).
– يندر فيها نزول المطر.
– تزداد فيها درجة الرطوبة على المناطق الساحلية.
– يبدأ في آخرها هبوب الرياح الجنوبية، والجنوبية الشرقية.
– يتلطف في آخرها الجو قليلا، وعلى وجه الخصوص وقت المساء.
– يبدأ في آخرها باطن الأرض بالبرودة.
– ظل الزوال فيها قدم واحدة ونصف القدم (45 سنتيمتر).
– يدرك في منتصفها نجم سهيل بين الفجر وطلوع الشمس.
– يرى فيها كوكبة الجوزاء ونجمها المرزم، ونجم الشعرى الغميصاء وتابعها مرزم الذراع، ونجم الشعرى اليمانية، في الجهة الشرقية من السماء آخر الليل.
– يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى (27 درجة مئوية)، ويبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى (46 درجة مئوية).
– يبلغ طول النهار في أولها (13 ساعة و 09 دقائق)، ويبلغ طول الليل في أولها (10 ساعات و 51 دقيقة).
– يستمر الليل بأخذ خمس درجات من النهار (19 دقيقة) حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة النثرة (11 ساعة و 10 دقائق).
– تغور فيها المياه السطحية، ومياه الآبار ؛ نتيجة لزيادة ري الماء في الطوالع التي سبقتها.
– ينضج فيها الرمان.
– يكثر في آخرها الرطب.
– في “الإمارات” يزهر طيفٌ من النباتات منها: شوك الضَّب، الحَبْن (الدِّفْلى)، الأشخَر، المرخ، الصفير، الخرز، الحنظل، العشرج، اللثب، العوسج، والطقيق، وغيرها من النباتات.
معلومة:
في العلوم الحديثة، فإن «النَّثْرة» Beehive Cluster تجمعٌ نجميٌّ عنقوديٌّ مفتوح في كوكبة «السَّرطان» Cancer، يبعد ما بين 520 – 610 سنة ضوئية عن شمسنا. وكان غاليليو أوَّل من أماط اللثام عنه، وكشف خمار نجومه الأسود بعدساته البدائيَّة، ورأى أنَّها تنوف على أربعين نجمًا. وتقدَّر «مخطة الأسد» اليوم بألف نجم ولدت قبل 660 مليون سنة من السَّحابة نفسه.
تقول فيه العرب:
(إذا طلعت النَّثْرة، قنأت البسرة، وجني النخل بكرة، وآوت المواشي حجرة، ولم تترك في ذات درٍّ قطرة، وأصابك من السِّحر حسرة، ويوشك أن تظهر الخضرةْ).
قنأت البُسْرة: يريد اشتدَّت حمرتها حتى تكاد تَسْوَد.
واستنفضوا ضروع مواشيهم.
تقول البادية
(إنَّ الجمل لا يحنُّ للماء إلا في طلوع منزلة الكليبين)، لذلك يطلقون على مجموعة أيامه اسم: «محنّنات الجمل».
ويقولون:
(إذا سقطت النَّثْرة، نظرت الأرض بإحدى عينيْها، وإذا سقطت الجبهة، نظرت بكلتا عينيْها)
نظرت بإحدى عينيه: اجترأت الأرض على النبات فأطلعت.
نظرت بكلتا عينيْه: أي سخنت ولانت، فازدادت جرأة على النبات.
وقال ابن ماجد:
والمستقلُّ يا أخي سَعدُ بُلَع وفيه قولان وكلٌّ يُستَمَع
كَمِثلِ ما في ضدِّه قولانِ أعني لك النَّثرةَ بالعِيَانِ
والبعضُ قالَ هُوَ سَعدُ الذَّابحِ بيَّنتُهُ لكلِّ عقلٍ راجحِ
وقال عبد الرحمن العيدروس:
بديع معان قد حبانا بيانه بديعًا حكى عقد الجواهر في النَّحر
فما النَّثرة العليا إذا جال ناثرًا بأبهج ما الشِّعرى إذا جال في الشِّعر
وقال أيضًا:
فاضل قولًا وفعلًا كم زها من لآلي لفظه جيد السُّطور
دونه النَّثرة في نثرٍ وفي شعره يسمو على الشِّعرى العبور
وقال القاضي التَّنوخي:
كأنَّما الهَنْعة لمَّا طلعت مقلة صبٍّ لم تبن من البكا
مقبلة على الذِّراع تشتكي شكوى محبٍّ ضاق ذرعًا فاشتكى
كأنَّما النَّثرة أثر نَمَشٍ أو كَلَفٍ على الخدود قد علا
كأنَّما الجبهة في آثاره سيل على آثار عقب قد سرى
وقال محمد بن نجيب الهاشمي:
ومنظوم عقيان من اللفظ لم يكن جمانًا، ولم تظفر به يد جالب
حوى شعره الشِّعرى لهابًا، ونثره سبى النَّثرة العليا وليس بغاصب
وقال التَّلَّعْفَري:
يا راحلين وفي أكلَّة عيسهم رشأ عليه حشا المحب مقلقله
قمر له في القلب أو في الطَّرْف أو في النَّثْرة الحصداء أشرف منزله
وقال ابن قلاقس:
زارَني والبَدْرُ في جُنْحِ الدُّجَى مَلَكٌ من فَوْقِ طِرْفٍ أَدْهَمِ
وضعَ النَّثْرَةَ عنه نَثْرَةً واكْتَفَى رَزْمَ سِنانِ المِرْزَمِ
فاستجابَتْ هِمَمِي مُوقِظَةً طَرْفَ عزمٍ بَعْدَها لم يَنَمِ
وأَذقتُ النفسَ من شُهْدِ المُنَى ثم عرَّضْتُ لها بالعَلْقَمِ
فانْثَنَتْ تُنْثَرُ من أَنْجُمِهِ دُرَرٌ لولا العُلَى لم تُنْظَمِ
بمعانٍ ماتَأَتَّى حَوْكُها لِزُهَيْرٍ في مَعَالِي هَرمِ
المصادر:
- درة الدرور
- خواص النجوم والأبراج في تغيرات المناخ على مدار السنة – بحث وإعداد: نزيه بن هلال الحيزان
- برنامج ستلاريوم
- شرح أرجوزة الكواكب لابن الصوفي – شرح وتحقيق خالد بن عبدالله العجاجي
- موقع القرية الإلكترونية
- كتاب الأنواء في مواسم العرب – أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة
- كتاب الأنواء ومنازل القمر – سالم بن بشير
More Stories
طالع الإكليل 7 ديسمبر
طالع الزبرة 20 سبتمبر – 13 يوماً
طالع الجبهة 6 سبتمبر – 14 يوماً